الوركين الواسعين والممتلئين جيداً اعتبرا في الماضي خاصية واضحة للمرأة الجميلة وشكلاً مصطلحاً لإثارة الإعجاب بالنسبة للعديد من النساء. ويتم التعبير عن ذلك بصورة مثيرة للإعجاب في إبداعات خلاقة لفنانين عديدين من فترة الرينسانس.
في عصرنا الحالي حل محل ذلك المظهر “المشبع” مظهر نحيف ومنسق اكثر تُبذل ومن اجل الحصول عليه جهود كثيرة من خلال الحميات المختلفة، ممارسة الرياضة وحتى عمليات شفط الدهن في أماكن مختلفة من الجسم مثل: البطن، الوركين إلخ.
من الأهمية بمكان الإشارة إلى وجود فوق جوهري ومهم بين شفط الدهن والتخسيس من خلال الحمية. ففي أعقاب ممارسة الحمية، تنطلق جزيئات الدهن من الخلايا مما يسبب تقلصها ومع ذلك فإنها تبقى في مكانها. وبعدئذ، عند حدوث تسمين، تعيد الخلايا تخزين جزيئيات الدهن العائدة إليها، ثم يعاد انتفاخها مما يمنح المنطقة حيث تتواجد هي الأخرى ذلك المظهر السمين.
فعند شفط الدهن، خلافاً للحمية، يتم شفط الخلايا نفسها إضافة لجزيئات الدهن. وبما أن خلايا الدهن في الجسم لا تتكاثر، فإزالتها من خلال عملية شفط الدهن لن تؤدي إلى ظهورها مجدداً، فحتى لو زاد وزن الخاضع للجراحة بسبب فرط تناول الطعام، لن يجد السمن الذي تم تخزينه في الجسم طريقه إلى المنطبقة الخاضعة للجراحة والتي تمت إزالة معظم الخلايا القائمة على تخزين الدهون، وإنما سينتشر عبر الجسم بصورة منسجمة ومتناسقة أكثر.
إن عملية شفط الدهن ليست عبارة عن علاج لإنقاص الوزن فهي لا تحول دون التسمين نتيجة فرط تناول الطعام. ومن ناحية أخرى، ففي حالة التسمين لن تتركز الدهون فقط في المناطق الإشكالية وإنما سينتشر بصورة أكثر انسجاماً وتناسقاً عبر أجزاء الجسم المختلفة.
إن المرشح الأمثل لشفط الدهن هو الشخص النحيف، الذي يعاني من تراكم موضعي للدهن (مثل الرقبة، البطن، الأرداف، الوركين، الركبتين، والكاحلين). بشكل عام، لما كانت كمية الدهن الذي يشفط اقل وكان الجلد اكثر مرونة فإن نتيجة العملية تكون افضل.
في حالات تكون كميات الدهن المشفوط اكبر بكثير والجلد غير مرن هناك حاجة لدمج شفط الدهن مع جراحة لشد الجلد للسماح للجلد بالظهور أكثر نعومةً ومشدوداً.
المحاولات الجراحية لإزالة فضلات الدهن من مناطق مختلفة في الجسم أجريت في الماضي من قبل جراحين مثل SCHRUDDE ,KESSELRING ,TEIMOURIAN وآخرين، الا ان الشخص الذي قام بتطوير وتطبيق الطريقة التي جعلت الفكرة قابلة للتطبيق، في سلسلة طويلة من المعالجين، كان الدكتور إيلوز، وهو جراح تجميلي يهودي من باريس.
لدى العديد من النساء بعض الاعضاء في الجسم، وتحديداً الخصر، الأرداف، والوركين، تعتبر معرضة بشكل جدي لجمع الدهن. وكما عرّف ذلك الدكتور إيلوز، مبتكر الطريقة لشفط الدهن، تعاني غالبية هؤلاء النساء من VIOLIN DEFORMITY” أو “اعوجاج بشكل الكمان”، وهو مصطلح يعكس جيداً شكل الجسم، حيث يكون الجزء الاعلى ضيقاً بينما يكون الجزء الأسفل، أي من الخصرين إلى الأسفل واسعاً وسميناً. وقد أسفرت محاولات متكررة من قبل أولئك النساء لإنقاص الوزن عادةً عن نتائج مخيبة للآمال تتمثل في تخسيس الجزء الاعلى مع عدم حدوث أي تغيير تقريباً على حالة الجزء الاسفل، الذي يُعتبر عادةً السبب لبدء حمية صعبة وأليمة.
إن الشرح الدقيق لهذه الظاهرة غير واضح، إلا أنه يفترض بأن ذلك يرتبط بالتنظيم الهرموني بواسطة الكاتيكولامينات والأنسولين في أيض الدهون في تلك المناطق.
فكان يمكن الافتراض، انه أن شفط الدهن عبارة عن طريقة علاجية لأشخاص سمينين، إلا انه ومن باب المفارقة، شفط الدهن مخصص لعلاج الأشخاص النحيفين تحديداً.
طريقة الدكتور إيلوز في جراحة شفط الدهن لا تُعتبر حلاً للأشخاص السمينين الذين يعانون من زيادة دهن في كل اعضاء الجسم، إلا انها تُعتبر الامثل للأشخاص الذين لديهم كميات من الدهن تتركز في اماكن محددة في الجسم مثل الرقبة، البطن، الأرداف، الوركين، الركبتين والكاحلين.
جدوى الطريقة لشفط الدهن هي مقدرتها على إزالة الخلايا التي تخزن الدهن بشكل مباشر من تلك المناطق، وبذلك إظهار منظر متناسق ومتناسب اكثر لهيكل الجسم، دون إبقاء ندبات طويلة وقبيحة كما كان في عمليات قديمة تهدف الى ترميم هذه الظاهرة.
كما هو متعارف عليه قبل كل عملية، فإنه يخضع المعالج لسلسلة من الفحوصات التي تهدف الى التأكد من وضعه الصحي. في حالة شفط الدهن بكميات كبيرة، يجب التزود أيضاً بعينات من الدم، يتم سحبها أحيانا من المعالج نفسه (التبرع الذاتي).
تفاصيل دقيقة للفحوصات ذات العلاقة التي يجب ان تجرى قبل جراحة شفط الدهن والحاجة لتبرع الدم تقدم لك بعد الاستشارة.
قبل العملية، يجب تحضير مشد او شورط مصنوع من نسيج مرن، يتم ارتداؤه لفترة شهر في المنطقة التي تخضع لعملية شفط الدهن. من اجل الراحة من المفضل تثبيت مشد لتسهيل خلعه.
التخدير في شفط الدهن يمكن ان يكون موضعياً، في منطقة معيّنة او عاماً. التخدير الموضعي يمكن ان يجرى في كل حالة يدور الحديث عندها عن شفط الدهن بكميات قليلة، مثل الرقبة. عندما يكون شفط الدهن في منطقة الوركين وما اسفل، فمن المفضل استعمال التخدير الموضعي أو العام الذي يمنح عدم شعور الوجع الكامل خلال العملية وتقليل ملحوظ في الوجع خلال الساعات الاولى بعد العملية.
الاجهزة لشفط الدهن تتكون من شفاطة قوية وعدد من الانابيب الرفيعة. الانابيب تدخل عبر فتحة ضيقة، طولها عدة ميليمترات، إلى المنطقة المعالجة تحت الجلد ومع ربطها بالشفاطة القوية فإنها تسمح بشفط خلايا الدهن من تلك المنطقة.
قبل العملية يشير الجراح الى المناطق المعالجة. جراحة شفط الدهن تستمر بين نصف الساعة حتى الساعة الواحدة. في جراحة شفط الدهن تشفط من تلك المناطق خلايا دهنية مع محتواها. بعد العملية يلبس المعالج ما يشبه المشد الذي يضغط بشكل بسيط الا وثابت على المنطقة المعالجة. هدف ذلك هو منع انتفاخ زائد في المنطقة المعالجة والسماح بتقلص أفضل للجلد. غرز العملية القليلة تذوب ويتم امتصاصها من تلقاء ذاتها.
الآثار الجانبية الاكثر انتشاراً بعد شفط الدهن هي الاوجاع، الانتفاخ وعلامات زرقاء، في المرحلة المبكرة وترهل وعدم تناسق وتناسب في الجلد، في مرحلة لاحقة.
- آلام – المنطقة المعالجة التي اجريت لها عملية شفط الدهن تُعتبر حساسة وموجعة حلال الأيام القليلة الأولى بعد العملية، إلا ان هذه الآثار تتلاشى بشكل ملحوظ اليوم بعد اليوم وتختفي خلال الاسبوع الاول بعد العملية. ظاهرة الوجع بعد شفط الدهن تتلاشى بشكل كبير عندما تكون طريقة التخدير خلال العملية هي التخدير الموضعي. في كل الحالات، يمكن التغلب على الوجع بشكل جيد جداً بواسطة مهدئي الأوجاع الاعتيادية التي هي في متناول اليد.
- انتفاخ – إنه يظهر بمجرد الانتهاء من الدراسة. وقد يشهر الخاضع للعملية أحياناً غداة العملية أنه منتفخ اكثر مما كان قبل العملية. الانتفاخ يظهر بعد شفط الدهن وهو نتيجة تجمع سوائل في منطقة العملية. هذا الانتفاخ يتضاءل تدريجياً واغلبه يتلاشى خلال 4 – 6 اسابيع وعندها يمكن ملاحظة نتائج العملية. يشار إلى أن التغييرات في مظهر منطقة العملية تستمر حتى حوالي نصف عام بعد العملية. خلال هذه الفترة يتلاشى ما تبقى من الانتفاخ ومنطقة العملية تتواصل في التقلص.
- علامات زرقاء – هذه تظهر في المنطقة المعالجة مع نهاية العملية وتختفي خلال اسبوعين.
- ترهل الجلد – يمكن لهذه الظاهرة ان تظهر في كل الحالات التي لا يكون فيها الجلد مرناً بشكل كافي مما يسبب عدم تقلصه بشكل جيد بعد العملية. هذه الظاهرة منتشرة اكثر لدى النساء من جيل 35 -40، اللواتي كان لهن ترهل معيّن للجلد قبل العملية، ولكن يمكن تقليصها بواسطة شفط الدهن بكمية محددة من منطقة العملية.
- عدم ترتيب في الجلد – غروز او بروز بسيط للجلد هما أعراض السمنة ” السيلوليت ” تحت الجلد. هذه الظاهرة متواجدة غالباً قبل العملية ولا تختفي بعدها. من جانب اخر، يحتمل بعد العملية أن تظهر غروزات از بروزات جديدة في منطقة العملية.
- عدم تناسق– عدم تناسق معين قائم بشكل طبيعي بين قسمي الجسم، لكن يمكن ان يظهر او يتزايد في اعقاب العملية.
إجمالاً، شفط الدهن حصل على رواج وانتشار كبير في البلاد وفي كل أنحاء العالم. كل عام تجرى آلاف العمليات مع نتائج مرضية. تتيح عملية شفط الدهن إزالة الدهن الإضافي من مناطق معيّنة في الجسم، لا يمكن إزالتها بطرق عادية مثل الحمية او الرياضة. شفط الدهن يجرى كعملية إضافية باندماج مع عمليات اخرى مثل شد جلد الوجه والرقبة، أو عمليات تعديل الصدر وبطانة البطن.